من صقارين في الرابعة من العمر إلى طيور بقيمة مليون درهم

image
  • 13 أغسطس, 2024

من صقارين في الرابعة من العمر إلى طيور بقيمة مليون درهم

كيف تحافظ الإمارات العربية المتحدة على رياضة الشيوخ.

في عام 2010، اعترفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بالصيد بالصقور باعتباره تراثًا غير مادي للبلاد

 

في الماضي، سأل أحد الصحفيين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الراحل عما إذا كان يذهب في رحلات صيد سنوية للاسترخاء. أجاب الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة: “الصيد ليس راحة؛ إنه يعلم التحمل والصبر، ولا يوجد فيه أي رفاهية أو ترفيه”.

نشأت رياضة الصيد بالصقور، المعروفة محليًا باسم الصقارة في شبه الجزيرة العربية منذ فترة طويلة كطريقة لصيد الطعام. في بداية الشتاء، يتم اصطياد الصقور التي تمر عبر شبه الجزيرة وترويضها لتصبح صيادة مدربة تدريبًا عاليًا. كانت الصقور ضرورية ذات يوم للحياة اليومية والبقاء. كان الصقارون يدربون طيورهم على الصيد، مما يساعد في إطعام أسرهم.

قديماً، كان يتم اصطياد الصقور خلال رحلات الصيد التي يقودها الشيخ، الذي كان يصطاد حوالي 30 طائرًا. كان يحتفظ بالطيور النادرة ويعطي الباقي لمجموعته.

شارك راشد مبارك سعيد مرخان الكتبي، الأمين العام لاتحاد الإمارات للصقور، صحيفة الخليج تايمز معلومات حول رحلات القنص، مشيرًا إلى أنها لم تكن مجرد رياضة بل كانت أيضًا لبناء الصداقات بين محبي الصقور.

كما أشار الكتبي إلى أن الصيد بالصقور كان يُنظر إليه ذات يوم على أنه رياضة للشيوخ تنتقل من آبائهم ويمارسونها. ومع ذلك، مع تغير الحياة وانتقال الناس إلى المدن، تراجع الاهتمام بالصيد بالصقور.

أدخل الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، مسابقات سباقات الصقور للمحافظة عليها. واليوم، ينجذب الشباب الإماراتيون أكثر إلى السباقات من أجل الإثارة والجوائز القيمة والمنافسة.

التراث غير المادي لدولة الإمارات العربية المتحدة

في عام 2010، اعترفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بالصيد بالصقور باعتباره تراثًا غير مادي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولعبت بطولات الصيد بالصقور المختلفة، مثل تلك التي نظمها مركز حمدان بن محمد لاحياء التراث (HHC)، دورًا فعالاً في نشر حب الصيد بالصقور في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي وخارجها.

تم إنشاء اتحاد الإمارات العربية المتحدة للصقور لتعزيز هذا النشاط الثقافي في جميع أنحاء العالم. كما يتبنى جيل جديد من الصقارين رياضة قديمة ويعرضون مهاراتهم في مسابقات الصيد بالصقور.

تم تخصيص جولات خاصة للناشئين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عامًا، والنساء الراغبات في المشاركة في هذه الرياضة الثقافية المتجذرة، والتي تعد شهادة على التراث الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة والارتباط بالأجداد.

من الآباء إلى الأبناء

لطالما كانت الصيد بالصقور رياضة شعبية بين الشباب الذين يتم تدريبهم من قبل آبائهم، وتضيف مشاركتهم بريقًا خاصًا للبطولات.

أحمد راشد سعيد بن سرود (14 عاماً) شارك في بطولة سابقة أقامها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث عندما كان في الرابعة من عمره في فئة الناشئين، وحصل صقره على المركز الثاني. وشارك العديد من الناشئين الآخرين، مثل الصقار الإماراتي محمد الكتبي (12 عاماً)، وشقيقه عيد الكتبي (13 عاماً)، في سباقات الصقور.

صقر بقيمة 1.1 مليون درهم

الصقور البطلة تتطلب ثمناً مرتفعاً. وقال الكتبي: “في العام الماضي، تم شراء صقر بقيمة 1.1 مليون درهم. وهذا ليس مستغرباً على عشاق سباقات بالصقور. الرغبة في الفوز في الرياضة التي تحبها تدفعك إلى الاستثمار”.

ولتسجيل إنجازات الصقر، يحصل كل صقر مشارك على بطاقة توثق مشاركته في السباقات المختلفة، مما يعزز التجربة للمشاركين والمتفرجين.

أدوات الصيد بالصقور

تنقسم سباقات الصقور إلى عدة فئات، حيث يتم تصنيف الصقور حسب فئاتها العمرية وتكاثرها، حيث يتم التمييز بين الصقور المهجنة والغير مهجنة.

وفي الوقت نفسه، يمتلك كل صقار عدة أدوات أساسية لصقره. الخيط يستخدم لربط الصقر، له أهمية كبيرة في التحكم بالطائر أثناء التدريب والصيد. الدس هو قفاز جلدي يستخدمه الصقار لحماية يده من مخالب الصقر.

التلواح عبارة عن ثلاثة أو أربعة أجنحة للطائر، مربوطة ببعضها البعض بخيط وتستخدم لتدريب الصقور  ولا تقام المسابقات بدونها.

والبرقع هو غطاء لرأس الصقر، وغالبًا ما يكون مصنوعًا  من الجلد تناسب حجم الرأس وتستخدم لإبقاء الطائر هادئًا.